وقال أمير عبد اللهيان في مقابلة مع قناة "الميادين": فيما يتعلق بالمفاوضات النووية، في حكومة الدكتور رئيسي، أجرينا محادثات جادة مع الأطراف المتفاوضة في الملف النووي، ولكن للأسف، في مرحلة ما، وبسبب الوضع في أوكرانيا، تأثرت نتيجة المحادثات النووية بأجواء الحرب في أوكرانيا.
وتابع: لا تزال الرسائل متبادلة بين طهران وواشنطن بشأن مختلف القضايا، ويحاول الجانب الأمريكي الإشارة في بعض هذه الرسائل إلى اهتمامه بعودة جميع الأطراف إلى التزامات الاتفاق النووي.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: لقد أعلنا بوضوح أننا نرحب بأي مبادرة تؤدي إلى عودة جميع الأطراف إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي وبما يتماشى مع إلغاء الحظر الأمريكي الأحادي ضد إيران، لكن حكومتنا أعلنت منذ البداية أن الاتفاق النووي لا يعتبر السبيل لتجاوز كافة مشاكل البلاد. لقد أثبتت إيران دائماً أنها الطرف الأكثر وفاءا بالالتزامات الدولية.
وتابع أمير عبد اللهيان حديثه عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قائلا: "لا يهمنا من يصبح الرئيس". في السنوات الخمس والأربعين الماضية، كان هناك رؤساء ديمقراطيون ورؤساء جمهوريون، لكن سلوك رجال الدولة الأميركيين هو المعيار.
وأضاف: إذا كان سلوك رجال الدولة الأميركيين مبنياً على الاحترام المتبادل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتخلي عن أخطائهم وعداواتهم ، فسنقوم أيضاً بالتعاطي مع أميركا بلغة الاحترام المتبادل، لكن إذا كانوا يريدون الاستمرار بعداوتهم، فان ردنا سيكون واضحا تجاه الادارة الاميركية من اي حزب كانت.
وردا على السؤال الذي تردده الدول الغربية مرارا وتكرارا إن حرمة أنصار الله في اليمن والمقاومة في لبنان وغزة وفصائل المقاومة العراقية يتصرفون بأوامر من إيران، قال وزير الخارجية الإيراني: ليس لدينا أي جماعات تعمل بالنيابة عنا في المنطقة فحزب الله والمقاومة اللبنانية يتخذان القرارات ويتصرفان بما يتماشى مع أمن لبنان ومصالحهما وصنعاء قررت وتصرفت بنفس الإطار، وتم إنشاء مجموعات في العراق وسوريا لمحاربة تنظيم داعش، وما زالت تلك الجماعات تلعب دورها وتعمل من أجل أمن بلادها وبما يتماشى مع مصالحها واعتباراتها الخاصة.
وأضاف أمير عبد اللهيان: على الأميركيين التركيز على الحل السياسي بدلاً من الاتهامات وأثبتت الأشهر الخمسة من الحرب على غزة أن الحرب ليست هي الحل، ويجب متابعة الحل بطريقة سياسية. وينبغي النظر إلى الحل بشكل واقعي ومن منظار الفلسطينيين. لقد أخبرت وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أنه يجب السماح للشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ومستقبله لمرة واحدة بعد 80 عاما.
وأضاف: لقد علمت من جميع القادة الفلسطينيين الذين التقيت بهم، بما في ذلك قادة المقاومة، أن هناك عدة اجتماعات بين القادة والفصائل الفلسطينية منذ أسابيع وأن لديهم أفكارا حول قضايا مختلفة، ونعتقد أنه ينبغي منح القادة الفلسطينيين فرصة من المسار الديمقراطي، ومن المسار المستقل، وحسب مصالحهم ، وطرح الأفكار والخطط على الطاولة، وعلى الحكومات الاهتمام بالخطط الفلسطينية البحتة لمساعدة شعب فلسطين وغزة والضفة الغربية.
وفيما يتعلق بتطورات البحر الأحمر، قال وزير الخارجية الإيراني: قلت مؤخرا لوزير الخارجية البريطاني كاميرون في اجتماع دافوس إن قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بشن هجوم عسكري على اليمن يعد خطأ استراتيجيا جديدا يرتكبانه.
وأضاف أمير عبد اللهيان: "كما ترون، لقد أظهر اليمنيون أنهم ليس لديهم أي تهاون مع أي طرف في الدفاع عن وحدة أراضي بلادهم". وقد أوصل اليمنيون هذه الرسالة جيداً، وهي أنه إذا كانت السفينة تحمل أسلحة وبضائع لصالح (الكيان) الإسرائيلي وكان الهدف منها تعزيز الكيان وقتل المزيد من الناس في غزة، فسوف يوقفون تلك السفينة. لقد نفذوا رسالتهم بدقة شديدة لدرجة أنه إذا نظرت إلى صور الأقمار الصناعية للشحن في البحر الأحمر، سترى أن مئات السفن لا تزال تتحرك في هذا الاتجاه ليلاً ونهارًا. نعم، نحن نتقبل أن أسعار التأمين قد ارتفعت، لكن السفن التي لديها عمل جيد ولا ترسل أسلحة إلى "إسرائيل" تبحر عبر البحر الأحمر بسلام.
وأضاف: اساس الأحداث ليس في البحر الأحمر؛ جذورها في غزة. وإذا توقفت الإبادة الجماعية ، فمن الطبيعي أن يعود الوضع في البحر الأحمر إلى طبيعته. لقد تأثرنا حقاً بهذا العمل الشجاع الذي قامت به اليمن دعماً لفلسطين؛ ومن هذا القرار الذي اتخذه اليمنيون وهم مستمرون في دعم غزة وشعب فلسطين المظلوم دون المساس بسلامة الشحن. لاحظ أن أمن الشحن لم يتم المساس به للجميع، بل تم فقط استهداف السفن التي تحمل الأسلحة والبضائع إلى "إسرائيل".
وحول الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة والدول التي تستضيف القواعد الأمريكية قال: هذه مسألة طرحناها مع بعض قادة الدول التي توجد فيها قواعد أمريكية، وقلنا انه يجب ألا تصبح أراضي دول المنطقة مكاناً لتسليح الكيان الإسرائيلي والمساعدة في قتل أكبر عدد من أبناء الشعب الفلسطيني . ما الذي يسعى إليه بنيامين نتنياهو الآن؟ لماذا هاجم شرق لبنان؟ ولم يمر أي هجوم إسرائيلي دون رد، وقامت المنطقة بالرد اللازم على "إسرائيل".
انتهى ** 2342
تعليقك